تحليل نصوص الشخص

المجــــزوءة:الوضـع البشــري

 

الدرس :الشخـص

                المحــــــور الأول : الشخص والهوية

1-  نص جون لوك،  الكتاب المدرسي:  في رحاب الفلسفة 

1-تــــأطير النـــص: النص مقتطف من كتاب لوك "مقالة في الفهم البشري (1690)"، ويشكل هذا الكتاب مساهمة أساسية في الجواب عن سؤال الفلسفة خلال القرنين 17 و 18، وهو : كيف يدرك الإنسان ذاته والعالم؟ كيف يبني معرفته؟ وكيف يحافظ على وحدة الذات وبقائها في الزمن؟ ولحل هذه المشاكل يعتمد لوك مفهوم الهوية الشخصية انطلاقا من الشعور بوصفه قدرة تأملية.

2-صـــاحب النــص :

 جون لوك (1632-1704)، هو فيلسوف تجريبي ومفكر سياسي إنجليزي، ولد في عام 1632 في إقليم Somerset، وتعلم في مدرسة وستمنسر، ثم في جامعة أوكسفورد.

ولقد لعب دورا كبير في الأحداث السياسية التي عرفتها إنجلترا ما بين سنة 1660 و 1680، كما أن علاقة لوك باللورد آشلي لعب دورا كبيرا في نظرياته السياسية الليبيرالية، ولقد كان اللورد آشلي يتمتع بنفوذ كبير في إنجلترا إذ كان يمثل المعالم السياسية  لرؤوس الأموال التجارية في لندن، وتحت تأثير اللورد آشلي كتب لوك في عام 1667 مقالا خاصا بالتسامح راجع فيه أفكاره القديمة الخاصة بإمكانية تنظيم الدولة لكل شؤون الكنيسة.

3-الإشكـال:

 كيف يجعل الشعور الشخص ذلك الكائن المفكر القادر على التعقل والتأمل حيث ما وجد في أي زمان ومكان.

 4-المفــــاهيم:

§الهـوية: مفهوم فلسفي يدل على هوية الشيء أو الشخص، أي ما يتعلق بماهيته وطبيعته أي  جوهره، ولكل شخص هويته قد تتحدد في عقله وفكره أو ثقافته (اللغة، الدين...)

§الـذات: مصطلح فلسفي يرتبط بالأنا الواعي والمفكر، ويدل على الشخص أو الوعي بالذات.

§الجوهر: جوهر الشيء يعني ماهو ثابت فيه، وماهو ثابت لا يتغير في الكائن.

6-الأطـــروحة:

إن الشخص حسب جون لوك هو ذلك الكائن المفكر والعاقل القادر على التعقل والتأمل، وذلك عن طريق الشعور الذي يكون لديه عن أفعاله الخاصة وبشكل مستمر دون حدوث أي تغير في جوهر الذات، فاقتران الشعور بالفكر على نحو دائم هو ما يكسب الشخص هويته ويجعله يبقى دائما هوهو، باعتباره كائنا عاقلا يتذكر أفعاله وأفكاره التي صدرت عنه في الماضي وهو نفسه الذي يدركها في الحاضر.

7-الأفكــــار الأساسية:

×الشخص كائن مفكر قادر على التعقل والتأمل

×إن ذات الشخص مطابقة لنفسها وهي نفس الشيء الذي يفكر في أزمته وأمكنة مختلفة.

×الشعور هو ماهية الشخص، وهذا الشعور لا يقبل الانفصال عن الفكر.

×إن الذات المفكرة تدرك الأفعال التي صدرت عنها في الماضي والحاضر.

8-الــحجـــــــاج

التفسير: عند ما نعرف... فإننا نعرف...

النفـي: هذا الشعور لا يقبل الانفصال

التعريف: الشخص هو كائن مفكر وعاقل...

اعتماد بنية مفاهيمية قوية: الشعور، الجوهر، الذات...

9-الاستنتـــــاج: الشخص كائن مفكر يعقل ذاته وأفعاله مهما تغيرت الظروف وتوالت الأزمان، وعن طريق الوعي يكون مسؤولا مسؤولية قانونية عن كل ما يصدر عنه من أفعال. من هنا فأساس هوية الشخص حسب لوك هو الشعور الذي يجعل الإنسان يحرك ذاته ويبني معرفته بذاته على نحو دائم فيصبح الشخص إثرها هوهو رغم ما يلحقه من تغير.

10-قيمـة النص وراهنيته: تكمن قيمة النص في جعل قيمة الشخص لا تخرج عن كونه كائن عاقل ومفكر، فالإنسان في كل زمان ومكان قادر على تعقل العالم وتأمل مجتمعه، هكذا فإنسان العصر الراهن لازم عليه أن يتعقل وجوده أكثر وأن يتعقل ما يصدر عنه من سلوكات وأفعال قد تكون أنفع للإنسانية جمعاء وقد تكون عكس ذلك أفعال مدمرة للوجود الإنساني كأفعال العنف والإرهاب والحروب والتلوث.

11-استغـــــلال معطيــــات النص للإجـــابة علــــى الإشكـــال المطـــروح

هوية الشخص تكمن في كونه ذاتا عاقلة ومفكرة وشاعرة (بمعنى الشعور).

2-  نص أرتور شوبنهاور،  الكتاب المدرسي:  في رحاب الفلسفة 

 

-تأطير النص: النص مقتطف من كتاب "العالم بوصفه إرادة وتمثلا (1813)"، لصاحبه الفيلسوف الألماني أرثور شوبنهاور، وفي هذا الكتاب يقدم شوبنهاور فكرة مفادها أن الإنسان ينظر إليه كإرادة في الحياة، محكوم عليه بالشقاء والتعاسة، فالشخص لا يخضع لقوانين، بل يخضع لإرادة عبثية تتجاوزه وتتجلى في رغباته.

3-صاحب النص: أرثور شوبنهاور فيلسوف ألماني ولد في دانزج عام 1788، وكان أبوه تاجرا امتاز بالمقدرة وحدة الطبع واستقلال الشخصية وحب الحرية، وقد غادر دانزج التي جردها البولنديون من حريتها بضمها، إلى بولندا عام 1793، ولقد مات والد شوبنهاور منتحرا عام 1805، وتوفيت جدته وهي مصابة بالجنون، ولم تكن أمه سعيدة في حياتها الزوجية، وعندما توفي زوجها انطلقت تبحث عن الحب، ولقد ثار شوبنهاور على هذا الاتجاه الجديد لأمه وأثر النزاع بينهما على نفسه مما جعله يحتقر جميع النساء طيلة حياته، فعاش وحيدا بلا أم ولا ولد ولا أسرة ولا صديق... ويعرف شوبنهاور بكتابه "العام كإرادة وفكرة" الذي ضم فيه أهم أفكاره وتصوراته للحياة والعالم والنفس.

4-الإشكـال: أين تكمن هوية الشخص، هل في مادة جسمه أم في صورة جسمه أم في شيء آخر غير هذا ولا ذاك؟

 

5-المفاهيم :

§الإرادة: مفهوم فلسفي مهم وقوي في فلسفة شوبنهاور، وهي صفة تميز الطبع، حيث يقال "لهذا الشخص إرادة قوية"، وهذه الإرادة ترتبط حسب شوبنهاور بإرادة الحياة التي يعتبرها هي الواقع الحقيقي الوحيد، وماعداه مجرد تمثلات.

§العلاقة بالخارج: هي كل علاقة يمكن أن تربط بين الأنا والعالم الخارجي (الآخر، المجتمع، الثقافة...) وهي علاقة تأخذ عدة أشكال وعدة مواقف، كأن تكون علاقة تكامل وتداخل أو العكس علاقة تناقض وتخارج.

6-الأطــــروحة:

ينتقد شوبنهاور المواقف التي تربط بين الشعور والهوية، ويؤكد أن هوية الشخص تتحدد بالإرادة، أما الشعور فهو يتجدد ويتغير بفعل الزمن، كما يمكن تعديله وتقويمه، بينما الإرادة لا يمكنها أن تتغير لأنها خاضعة للزمان، وهو ما يجعل الفرد يتصرف دائما في ظروف بعينها تصرفا واحدا بعينها، أي أنه يتصرف دائما في هوية مع نفسه، أي أنه لا يستطيع أن يفعل غير ما يفعله.

7-الأفكار الأساسية:

×لا تكمن هوية الشخص في مادة جسمه، لأن هذه المادة تتجدد في بضعة أعوام.

×لا تكمن هوية الشخص في صورة جسمه، لأن هذا الجسم يتغير في مجموعه وفي أجزائه المختلفة.

×إن العنصر الثابت والدائم والذي يبقى دائما في هوية مع نفسه دون أن يشيخ أو أن يهرم هو بعينه نواة وجودنا الذي ليس في الزمان.

×إن هوية الشخص لا تتوقف على هوية الشعور، لأنها لا تكفي هذه الأخيرة لتفسير هوية الشخص.

×إن الإرادة هي معيار هوية الشخص لأنها تظل في هوية مع نفسها وعلى الطبع الثابت الذي تمثله.

×تتحدد هذه الإرادة فيما يلي: أن تريد أو ألا تريد.

8-الحجــــاج:

طرح أسئلة داخل النص ثم الإجابة عنها: مثلا: "على ماذا تتوقف هوية الشخص؟

اعتمادا أمثلة من واقع الإنسان: نشيخ، نهرم، طفولتنا، شبابنا...

النفي: هذه الذات ليست سوى...

اعتماد بنية مفاهيمية: شعور، إرادة، هوية...

9-الاستنتاج : يعتبر شوبنهاور أن الإرادة هي الشيء الجوهري والأساسي في الإنسان ويعطيها الأولوية على العقل، لأن العقل مخلوق للإرادة كي يقوم على خدمتها وتنفيذ أوامرها ونواهيها.

10-قيمة النص: تكمن قيمة النص في تجاوز الفلسفات السابقة التي تعتبر أن ماهية الإنسان هي عقله، والقول بأن الإرادة هي الجوهر والثابت في شخصية الشخص...

إن هذا التصور يتناسب مع بعض الظواهر والوقائع التي يعيش عليها إنسان الوقت الراهن، فإرادة شخص ما أو جماعة ما هي التي تبرر سلوكات وأهداف هذا الشخص أو الجماعة، فإرادة السيطرة والهيمنة الاقتصادية هي التي تفسر استعمار دول لدول أخرى...

11-استغلال معطيات النص للإجابة على الإشكال المطروح

إن هوية الشخص لا تقتصر على مادة جسمه أو صورة هذا الجسم، إنها شيء آخر، حيث لا تعدو سلوكات الإنسان إلا انعكاسا لماهية هذه الهوية، التي هي الإرادة.

3-  نص جول لاشولييه،  الكتاب المدرسي:  مباهج الفلسفة 

1- تأطير النص :  

 يتاطر النص في اطارفلسفة فرنسية خاصة مع جيل

لاشوليه.الذي صاغ تصورا خاصا لمفهوم الشخص اعتبر فيه أن المحدد الرئيسي للشخص هو هويته.

2- من هو صاحب النص؟ 

انه الفيلسوف الفرنسي "جبل لاشولي ولد سنة"1832 وتوفي سنة 1918 تلقى تعليمه بالمدرسة العليا ,واشترك مع أستاذه "رافيسون في تأسيس الحركة الروحية في الفلسفة الفرنسية ,أهم ما ميز فكر  جيل لاشوليه هو اعتباره أن الأشياء في غالب الأحيان ما ترد إلي ظواهر ,وهذه الأخيرة عبارة عن أحاسيس,كما يرجع العالم الخارجي .التحق لاشوليه بالمدرسة العليا الأساتذة في باريس ,من أهم كتب الرجل نجد ;

في أسس الاستقراء الذي نشره سنة 1871

السيكولوجية والميتافيزيقا  سنة 1885

3- الأشكلة: 

 يمكن صياغة الطرح الإشكالي لنص جيل لاشوليه عبي النحو التالي :

هل يمكن القول بوحدة داخل هوية الشخص أم أن هذه الوحدة لا تعدوا أن تكون وهما، وبالتالي الشخص محدد من خلال التعدد والتنوع؟ أو بصيغة أخرى هل تقوم الهوية على التطابق أم الاختلاف والتعدد؟.

4- الأطروحة :

يدافع جيل لاشوليه عن اطروحة أساسية مفا دها أن المحدد الرئيسي للشخص هو هويته ,أي تطابقه مع ذاته وهذا ما يميزه عن غيره و بالتالي فأساس هوية الشخص هي وحدته النفسية في الزمان عبر مختلف لحظات تطوره المختلفة 

5- المفاهيم الأساسية :

وحتى يثبت صاحب النص    أطروحته استخدم عدة مفاهيم أهمها   -

* الشخص * الهوية * الأنا * الذات * المزاج

6- الحجاج:

 يمكن أن نقسم الحجج إلى نوعين الأولى لغوية من خلال اعتماد صاحب النص علي عدة أساليب حجاجية أهمها: